بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه .أما بعد:


فأثناء قراءتي لهذه الرسالة القيمة علقت بعض الفوائد أحببت نشرها ليستفيد منها كل قارئ ، وليعلم العامة مقدار السلف في الرد على أهل البدع وفضحهم .


فوائد من رسالة السجزي في إثبات الحرف والصوت:
قال ص 84:
ومن علم منه خرق إجماع الكافة ومخالفة كل عقلي وسمعي قبله لم يناظر بل يجانب ويقمع ولكن لما عدم من ينظر في أمر المسلمين محنا بالكلام مع من ينبغي أن يلحق بالمجانين .

وقال ص85:
وإثبات قولين مختلفين في باب التوحيد ، وإثبات الصفات تخبط وضلال والعقليات بزعم القائلين بها لا تحتمل مثل هذا الاختلاف والحدود العقلية لا يرجع فيها إلا إلى من تقدم دون من أراد أن يؤسس لنفسه اليوم باختياره أساسا واهيا .

وقال ص94:
وقد اتفقنا أيضاً على أن رجلاً لو قال : العقل ليس بحجة في نفسه وإنما يعرف به الحجة لم يكفر ولم يفسق ولو قال رجل كتاب الله سبحانه ليس بحجة علينا بنفسه كان كافراً مباح الدم .

وقال فيها:
ووجدنا أيضاً القائلين بالعقل المجرد وأنه أول الحجج مختلفين فيه كل واحد يزعم أن الحق معه وأن مخالفه قد أخطأ الطريق ولا سيبل إلى من يحكم بينهم في الحال وإنما الحاصل دوام الجدل المنهي عنه ونجدهم أيضاً يقولون اليوم قولاً يزعمون أنه مقتضى العقل ويرجعون عنه غداً إلى غيره وما كان بهذه المثابة لا يجب أن يكون حجة في نفسه .

وفي 99:
فأهل السنة : هم الثابتون على اعتقاد ما نقله إليهم السلف الصالح رحمهم الله عن الرسول صلى الله عليه وسلم أو عن أصحابه رضي الله عنهم فيما لم ثبت فيه نص في الكتاب ولا عن الرسول صلى الله عليه وسلم لأنهم رضي الله عنهم أئمة وقد أمرنا باقتداء أثارهم واتباع سنتهم وهذا أظهر من أن يحتاج فيه إلى إقامة برهان والأخذ بالسنة واعتقادها مما لا مرية فيه وجوبه .

وفي ص100:
وإذا كان الأمر كذلك فكل مدع للسنة يجب أن يطالب بالنقل الصحيح بما يقوله فإن أتى بذلك علم صدقه وقبل قوله وإن لم يتمكن من نقل ما يقوله عن السلف علم أنه محدث زائغ وأنه لا يستحل أن يصغى إليه أو يناظر في قوله

وفي ص107:
وقال أبو محمد بن كلاب ومن وافقه ، والأشعري وغيرهم : ( القرآن غير مخلوق ومن قال بخلقه كافر إلا أن الله لا يتكلم بالعربية ، ولا بغيرها من اللغات ولا يدخل كلامه النظم ، والتأليف والتعاقب ولا يكون حرفاً ولا صوتاً .
فقد بان بما قالوه أن القرآن الذي نفوا الخلق عنه ليس بعربي ، وليس له أول ولا آخر . ومنكر القرآن العربي وأنه كلام الله كافر بإجماع الفقهاء ومثبت قرآن لا أول له ولا آخر كافر بإجماعهم.

وفي 108:
وإنما أخذ هذا الاسم سمعاً والسمع قوله :{ إنا جعلناه قرءآنا عربياً}وقوله { إنا أنزلنه قراءنا عربياً } وقوله :{وما علمناه الشعر وما ينبغي له إن هو إلا ذكر وقرءان مبين } .
وما لا يجوز أن يكون لغة لا يكون شعراً عند أحد ، فلما نفى الله عزوجل كون ما زعم كفار قريش أنه شعر وأثبته قرءانا لم تبق شبهة لذي لب في أن القرءان المختلف في حكمه الذي أمر الجميع بالإيمان به هو كتاب الله سبحانه العربي الذي علم أوله وآخره فمن زعم أن القرآن اسم لما هو غيره وخلافه دونه بان حمقه

وفي109:
ثم قد أطلق الأشعري أن هذا التسميات لم يستحقها كلام الله في الأزل وإنما هي تسميات للعبارات المختلفة التي نزلت في الأزمان المتغايرة وكل ذلك محدث فبين أن التوارة اسم الكتاب بالسريانية وأنه محدث وأن القرءآن اسم الكتاب بالعربية وأنه محدث .
فقوله : القرءآن غير مخلوق مع هذا القول تلاعب .

وفي 114:
وفيه أيضاً رد لقول الله عز وجل : { تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك } فبين أن الرسل عليهم السلام لا يعلمون ما في نفسه عز وجل .
…والأشعري يقول : ( إن الكلام معنى قائم بالنفس ليس بلغة ولا حرف ) فإذا فهمه موسى صار عالماً [ بما ] في نفس الله ، وذاك غير جائز بالاتفاق.
…ثم إذا لم [ يكن ] الكلام حرفاً ولا صوتاً ، وكان معنى قائماً بالنفس فهو والإرادة شيء واحد .